الاثنين، 28 مايو 2012

فضل ِ بلاد ِ الشام ومكانتِها في الإسلام




بعد َ السلام ِ والتحيّـة ..

نستهل ّ مُـلتقانا بهذه ِ المقدمة ِ في ..

:

" الشام " كلمة سريانية تعود إلى سام بن نوح الذي استوطن تلك البلاد بعد الطوفان .
هذه الأرض تشمل اليوم سوريا (الأصل سيريا أي بلد السريان) و لبنان و فلسطين و الأردن.
و قد خرج من الشام الكثير من الفقهاء و المحدثين الكبار أمثال عمر بن عبد العزيز ،
و الإمام النووي و شيخ الإسلام ابن تيميّة و العلامة ابن كثير و كثيرٌ من أمثالهم.
كما قد وعد الله تعالى و وعده الحق بأن طائفة من تلك الأمة باقية على الحق منتصرة في دمشق و القدس حتى مجيء الساعة ،
و يسمون بالأبدال كلما مات منهم أحدٌ أبدله الله بآخر.
و أخبرنا الحبيب المصطفى (عليه الصلاة و السلام) أن الخلافة ستعود إلى دمشق و سيحكم المهدي (محمد بن عبد الله) منها ،
و يقود العرب للنصر على الروم في حرب ضروس عظيمة تسمى الملحمة الكبرى لم يشهد التاريخ مثلها أبداً ،
ثم ينزل المسيح عيسى عليه السلام على المنارة البيضاء شرقي دمشق ،
فيكسر الصليب و يقتل المسيح الدجال و يدعو للإسلام فيؤمن له من في الأرض جميعاً .
و لولا فضل الشام في الإسلام لما خصها الله بكل هذا.

و فيما يلي غيضٌ من فيضٍ فيما ورد عن الشام في الآيات و الأحاديث الشريفة :

قال أكثر المفسرين في قوله تعالى:
{ المسجد الأقصى الذي باركنا حوله }
أن البركة تشمل بلاد الشام بأكملها .
و قال كثير من المفسرين في قوله تعالى:
{ و التين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الأمين }
أن المقصود بـ " التين " هي بلاد الشام (أي سوريا) ، و " الزيتون " بلاد فلسطين
و " طور سينين " الذي كلم الله موسى عليه ، و " هذا البلد الأمين " مكة .

أما عن الأحاديث النبوية الشريفة
فقد روى البخاري

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ قَالَ :
(( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا )) .

و روى مسلم :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ قَالَ :
(( … إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ،
وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ ،
فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ )) .
و أغلب الظن أن هذه المنارة هي المنارة البيضاء في الجامع الأموي ،
و الحديث يؤكد على أن عاصمة المهدي ستكون في دمشق بإذن الله.

و روى أبو داوود :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ قَالَ :
(( إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ )) .
و الغوطة هي البساتين المحيطة بدمشق .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :
(( سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ وَ جُنْدٌ بِالْيَمَنِ وَ جُنْدٌ بِالْعِرَاقِ ،
قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ : " خِرْ لِي " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ،
فَقَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ ،
فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَ اسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَ أَهْلِهِ )) .

و روى الترمذي :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ :
(( إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )) .

و عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنْ الرِّقَاعِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :
(( طُوبَى لِلشَّامِ فَقُلْنَا لأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لأَنَّ مَلائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا )) .

و أخرج ابن ماجة و الحاكم و صححه و ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
(( إِذَا وَقَعَتِ الْمَلاحِمُ خرج بَعْثٌ مِنَ الْمَوَالِي من دِمَشْق هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَ أَجْوَدُهُم سِلاحاً يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ هذا الدِّينَ )) .

و أخرج السيوطي و الطبراني أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ قَال:
(( عَقْرُ دارِ الإسلامِ بالشام )) .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق